dimanche 12 août 2007

افكارك المكتومة لك، وكلماتك المعلنة ليست لك

samedi 4 août 2007

القضية الفلسطينية

لماذا يخافون الإسلام الذي بشر بقيم موسى وعيسى؟





"زين العابدين الركابي"

«هل الكوكب الأرضي يتسع لكل الأديان والأمم، ويضيق ـ فقط ـ بدين الاسلام وبالمسلمين؟.. إننا نعجب من هذا التحامل غير المبرر على الاسلام كدين لأننا نعلم ان الاسلام دين سماحة وتعارف وتفاهم واحترام للتعدديات المختلفة ويحرص على ازالة الأسلاك الشائكة بين الثقافات والحضارات وقد جاء بهذه القيم في وقت كان فيه العالم غارقا في الظلام في عهود ما سمي (بالقرون الوسطى المظلمة) في اوربا، وهي القرون التي كانت تقابلها نهضة التنوير العقلي والمعرفة والعلم عند العرب والمسلمين كما شهد بذلك علماء ومفكرون غربيون لا نستطيع احصاءهم الآن. وإنا لنسأل بتعجب أيضا: ما سبب هذا التحامل على الإسلام؟.. هل هو الجهل بحقيقة الإسلام؟.. أو هل السبب هو رواسب تاريخية معينة لم يستطع أصحابها التخلص منها فانعكست على أقوالهم ومواقفهم في أيامنا هذه»؟.ا

هذه المطارحة الفكرية الجادة تلقيتها من مسؤول عربي خليجي كبير عرف بـ (اهتمامه الفكري الرفيع) على الرغم من مسؤولياته السياسية والادارية الضخمة.. وأتت هذه المطارحة تعليقا على مواقف غير ودية تجاه الاسلام في عالمنا هذا.ا

مرة أخرى، وثالثة، وعاشرة: ليس من العقل، ولا التبصر الواقعي، ولا المسؤولية الحضارية: أن تشغلنا السياسة ـ على أهميتها ـ عما هو مثلها، أو أخطر منها، وأبعد مدى: في الزمن والتأثير، وهو (الفكر).ا

ولئن نَفَذ مقال الأسبوع الماضي من حدث سياسي هو الانتخابات البرلمانية التركية، الى ما وراء الحدث وهو (الفكر العلماني) وموقفه من الدين، فإن مقال اليوم له مدخله الزمني الفكري وهو: المطارحة الفكرية لذلك المسؤول العربي الكبير وللمقال ـ في الوقت نفسه ـ مقتضاه الموضوعي.. ويتمثل هذا المقتضى الموضوعي في (ظاهرة فكرية): اتحدث في المضمون والغاية وان تعددت مصادرها.. ويمكن تكييف هذه الظاهرة وتسميتها بأنها (ظاهرة التغذية المستمرة والمتصاعدة بالخوف من الاسلام: بناء على انفعالات عاطفية وتعصبات نفسية وأحكام مسبقة، لا بناء على براهين عقلية نتجت عن بحث منهجي علمي نزيه وأمين).ا

وهذه منظومة من (أجزاء) الظاهرة و(قرائنها).ا

1 ـ في أواخر يونيو الماضي: انعقد مؤتمر يهودي عالمي تحت عنوان (التخطيط لسياسات الشعب اليهودي). وقد انتظم المؤتمر شخصيات عالمية: يهودية وغير يهودية: شخصيات سياسية وفكرية وعلمية واقتصادية وإعلامية. وانتهى المؤتمر الى نتائج ووصايا منها: ان مما يهدد مستقبل الشعب اليهودي هو (تعاظم المد الأصولي الديني في العالم).. ولا يقصدون بذلك: الأصولية الهندوسية، ولا المسيحية، ولا اليهودية. وإنما يقصدون (الأصولية الإسلامية).. وفي هذا المجال نفسه: لا يقصدون غلاة المسلمين ومتطرفيهم وإرهابييهم فحسب. بل يقصدون المسلمين أجمعين الذين يعتزون بدينهم، ويرجعون الى (أصوله) النقيّة في الكتاب والسنة ليهتدوا بها في حياتهم العامة والخاصة..ا

وهذه رؤية غير مفصولة عن رؤية أسبق منها في الزمن. فمنذ أكثر من ربع قرن صاغوا تقريرا استراتيجيا يقول: «ان المشكلة ليست في الشباب المسلم المتطرف إذ هم ضحايا للاسلام نفسه (!!!) الذي ما صَدَقَ مسلم في الالتزام به الا تحول الى متطرف وارهابي، فالمشكلة في الاسلام ذاته ولذا يجب أن ينعقد اجماع اقليمي وعالمي على مواجهة هذا الخطر».ا

2 ـ والسند متصل بكبير من كبرائهم، ورائد فيهم يصغي اليه الجميع، ويعتدون بآرائه وأفكاره وهو برنارد لويس. ففي كتاب (أوربا والاسلام) الصادر في يونيو 2007 (ذات الشهر الذي انعقد فيه المؤتمر اليهودي المذكور آنفا).. في هذا الكتاب يقول برنارد لويس: «إن الاسلام عاد الى النضال من أجل الهيمنة على العالم اليوم على حساب المسيحية كما حدث من قبل في الشام وشمال افريقيا ووسط أوربا.. إن أحداث 11 سبتمبر كانت مجرد مقدمة، وان الهجوم هو أول السلسلة في هجوم شامل يتعدى الهجمات الارهابية ليأخذ أشكالا وصيغا أخرى مثل هجرة أفواج من المسلمين الى أوربا وتأثيراتهم في الحياة الأوربية من خلال تكاثرهم ومعهم قيمهم وأعرافهم وتقاليدهم».. ولويس هذا صاحب نظرية مركبة هي: ان العلة في الاسلام قبل أن تكون في المسلمين. وان التاريخ الاستعماري أثبت أن العرب والمسلمين لا يستطيعون الحياة إلا تحت وصاية أجنبية.ا

3 ـ في خواتيم يوليو الماضي: انبعث جورج جاينسفاين: السكرتير الخاص لبابا الفاتيكان، انبعث يقول: «ينبغي ألا نستهين بأسلمة الغرب، وألا نتجاهل خطرها على هوية أوربا بذريعة مجاملة تفهم بشكل خاطئ.. ان الكاثوليكية ترى ذلك جاليا وتقوله بوضوح».ا

تلك أجزاء ثلاثة أو قرائن ثلاث من ظاهرة (التغذية الفكرية الواسعة والمتزايدة بالخوف من الاسلام والمسلمين).. وقد اكتفينا بهذه النماذج لأن الايراد الكامل للقرائن كافة، ينقل الموضوع من دائرة المقال الى دائرة تأليف كتاب أو كتب.ا

فماذا وراء (الخوف المرضي) من الإسلام؟.. هل وراءه (وهم) سببه الجهل المطبق؟.. يجوز.. هل سببه (كراهية) صنعها التعصب الطاغي؟.. يجوز.. هل سببه (معركة مفتعلة) دافعها الاستغلال السياسي الغربي للدين؟.. يجوز.. هل سببه: الحكم على الاسلام من خلال سلوك رديء كريه لبعض المسلمين؟.. يجوز.. ولكن هذا الحكم ينسحب ـ كذلك ـ على المسيحية واليهودية بواسطة الحكم عليهما بما فعله هتلر وموسوليني المسيحيان في الحرب العالمية الثانية وبما تفعله اسرائيل اليهودية بالفلسطينيين الآن.ا

غريب وعجيب ومفجع حقا سلوك البشر.. هل الناس مجانين؟.. لماذا يحرصون على (التنقيب) عما يفرقهم ويباعد بينهم، ويهملون ـ بتفريط معيب ـ ما يقرب ويؤلف بينهم؟.ا

ان (قيم الاسلام) التي يخافون منها الى درجة الهلع، ليست بعيدة عنهم، لو أنهم فكروا بعقولهم الحرة وضمائرهم الصادقة فيها.. إنهم لو فعلوا ذلك لوجدوا أن هذه القيم والمبادئ هي هي نفسها التي بشر بها نبيا الله: موسى بن عمران، وعيسى بن مريم صلى الله عليهما وسلم.ا

إننا نكتب لقراء نحترم عقولهم ومستوياتهم الثقافية والفكرية. وبهذا المقياس، من حقهم علينا أن نقدم البراهين والأدلة التي تثبت (دعوى): ان الاسلام تضمن ـ بلا ريب وبوضوح واستفاضة ـ القيم والمبادئ التي بشر بها موسى وعيسى عليهما السلام.ا

1 ـ إن جوهر الإسلام هو الإيمان بالله وتوحيده وعبادته والإخلاص له. فقد تنزل على نبي الله محمد: «إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين. ألا لله الدين الخالص».. وهذا هو جوهر رسالة نبي الله موسى: «فلما أتاها نودي يا موسى. إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى. وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى. إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري».. وهذا هو جوهر الرسالة التي هتف بها نبي الله عيسى: «ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون. إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم».ا

2 ـ ان الإسلام دعا الناس إلى الحياة في نور الله وهداه: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم».. والدعوة إلى الحياة في نور الله وهداه هي (المضمون الأعظم) لرسالة نبي الله موسى: «إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا..».. وهذا هو ذات المضمون الأعظم، لرسالة نبي الله عيسى" «وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يدي من التوراة وهدى وموعظة للمتقين. وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه».ا

3 ـ بل هناك (تطابق) في تفاصيل كثيرة بين الإسلام وبين المسيحية.. من هذه التفاصيل:ا

أ – الصلاة والزكاة.. ففي القرآن: «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة».. وفي رسالة عيسى ـ على لسانه ـ: «وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا».ا

ب ـ بر الوالدين.. ففي القرآن: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً».. وفي رسالة المسيح العظيم ـ على لسانه ـ:«وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا».ا

ج ـ حشمة النساء.. ففي القرآن: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلالبيبهن».. وفي وصية بطرس للنساء: «لا تكن زينتكن زينة ظاهرة من ضفر الشعر والتحلي بالذهب والتأنق في الملابس، بل الخفي من قلب الإنسان» أي زينة بريئة من الفساد لنفس وادعة، ذلك هو الثمن عند الله.ا

ففيم الخوف من قيم الاسلام ومبادئه، وهي نفسها القيم والمبادئ التي بشر بها موسى وتوراته وعيسى وانجيله؟.. هل التقارب او التطابق ـ يمسي في غيبة العقل والضمير ـ ذريعة للتحامل على الاسلام والانتقاص منه والتخويف من قيمه؟.. يا الهي: كيف يفكر الناس؟!ا

ويبدو أن مواقف التحامل والتخويف هي (محض تعصب) عنصري او حضاري، لا علاقة له برسالة المسيح السمحة المرحبة بالحق والحكمة أنَّى كان مصدرها.. والدليل على انه محض تعصب عنصري هو: ان الاتحاد الاوربي رفض ان يتضمن الدستور الاوربي عبارة (دور القيم المسيحية في الحضارة الاوربية).. والدليل الثاني: ان الاتحاد الاوربي نفسه طلع على الناس منذ اسابيع بهذه المقولة: «ان القول الديني بخلق السموات والارض في ستة ايام يهدد حقوق الانسان»!.. ومعروف ان خلق السموات والارض في هذه المدة نصوص وردت في (الكتاب المقدس).. ووردت ـ كذلك ـ في القرآن المجيد (وهذا من براهين التلاقي والتطابق).. وتلك المقولة الاوربية اذ تدل على استمرار نزعة النفور من المسيحية نفسها هناك، فانها تدل ـ من جانب آخر ـ على جهالة مطبقة بمفهوم (اليوم عند الله سبحانه) فاليوم عند الله كخمسين ألف سنة مما نعد: «تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة».. ثم هي جهالة مطبقة بقانون (التدريج) المعارض لمقولات (الطفرة)، وهو قانون تحدث عنه ابن خلدون فوصفه بأنه (هيئة بديعة من التدرج).. واذا كانت قضية (الخلق والتكوين) قد اصطدمت بمفاهيم دينية معروفة في اوربا ادت الى الصراع مع المؤسسة الدينية والى النفور من الدين نفسه، فان الحال ليس كذلك مع الاسلام والمسلمين، فعلماء الاسلام وفلاسفته منذ القرن العاشر الميلادي، ناقشوا هذه القضية وانتهوا ـ عقليا ـ الى ان خلق السموات والارض ـ وما فيهما ـ كان بقدرة الله ومشيئته، وانه تطور او (تدرج) بمشيئة الله عز وجل ومن هؤلاء العلماء: أحمد البلخي وابن مسكويه والطبري والفارابي وهذا (الفكر التنويري) المبكر هو من (القيم العلمية والحضارية) التي اهداها المسلمون الى الحضارة الاوربية.. يقول المفكر بريفولت في كتابه (بناء الانسانية).. «لقد كان العلم اهم ما جاءت به الحضارة الاسلامية، وليس ثمة ناحية واحدة من نواحي الازدهار الاوربي إلا يمكن ارجاع اصلها الى مؤثرات الثقافة الاسلامية بصورة قاطعة وكانت اظهر ما تكون في العلوم الطبية وروح البحث العلمي».. فلماذا الخوف من الاسلام وهو جسر تلاق وائتلاف ومصدر تنوير وابداع؟.. على ان هذا المفهوم السمح الواعد ينبغي ان يتمثله المسلمون انفسهم ولا سيما الذين يعيشون في الغرب.. يتعين عليهم ان يمارسوا قيمهم الاسلامية في اطار قوانين البلاد التي يعيشون فيها. فهذه القوانين من العهود التي يتوجب الوفاء بها وفاء مقترنا بالعلم الراسخ بأنهم لم يكلفوا بتطبيق الشريعة الاسلامية كدستور عام يحكم الحياة كلها، فهم لا يستطيعون ذلك.. والقاعدة العلمية العملية ـ ها هنا ـ هي (لا تكليف بما لا يطاق).. يضم الى ذلك: ان المناهج والشرائع والقوانين التي تطبقها البلدان التي يعيشون فيها هي من (التعددية) التي ارادها الله، والتي ينبغي احترامها: «لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة».ا

(عن جريدة الشرق الأوسط)

vendredi 3 août 2007

صيف غزة 2007

عيون واذان («سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم...»)ا

جورج بوش دمّر نظرية العنصريين عن تفوق الرجل الابيض، وزميل لنا دمر نظرية داروين لأن من غير المعقول ان يمثل ملايين السنين من النشوء والارتقاء.ا

لا أعرف صحافياً ينطبق عليه الكلام السابق، غير ان هوايتي ان أجمع ما أسمع في مجالس النميمة الصحافية، وقد تجمّع لي قدر كاف أضعه في تصرف القراء للاستعمال وقت الحاجة، مع تأكيدي قبل أن أكمل انني لست على خلاف مع احد، باستثناء المحافظين الجدد.ا

كان الزميل زاهي وهبي سألني في برنامج «أحلى الناس» رأيي في عدد من الصحافيين، الا انه بدأ ببعض العمالقة من نوع غسان تويني ومحمد حسنين هيكل، ثم أكمل بزملاء من «الحياة» و «الشرق الأوسط» هم أصدقاء شخصيون أحبهم وأحترمهم، فلم تقم مشكلة، ولكن خفت ان يكمل بآخرين، فاقترحت ان يكتب الأسماء على ورقة لأستطيع ان أبدي رأيي بحرية، الا انه لم يفعل.ا

المقابلة أعادتني الى يوم كنت مع زميلين في مقهى فندق فينيسيا في بيروت وانضم إلينا رجل أعمال ثقيل، ذكّرني بشيء في القرآن الكريم «سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم...» واتسعت الجلسة، وأنا أردد لنفسي «ويقولون خمسة سادسهم كلبهم»، وأيضاً «ويقولون سبعة ثامنهم كلبهم...» وفي القرآن الكريم أيضاً «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة...».ا

أبقى مع ما هو أليف أو لطيف، وهناك بيت شعر جميل هو: حمار في الكتابة يدّعيها/ كدعوى آل حرب في زياد. ويستطيع القارئ اذا شاء ان يستبدل الصحافة بالكتابة، ويستقيم الوزن والمعنى.ا

وفي ظرف مما سبق بيت شعر يقول: كحمار السوء إن أشبعته/ ركل الناس وإن جاع نهقْ.ا

وأقول مرة ثانية قبل أن أكمل انني لا أتحدث عن ناس حقيقيين، وإنما أهاذر القارئ بنقل بعض ما جمعت على مدى سنة تقريباً.ا

بعض الناس شكله غلط، ويجب ان يمنع من مغادرة بيته في ضوء النهار. وكنت أعرف واحداً من هؤلاء ساعتي المقاومة للصدمات صدمت لرؤيته. وكنت عندما رأيته أول مرة اعتقدت انه أصيب في حادث سيارة، وسألت هل أصيب ناس آخرون معه.ا

رأيت واحداً من هؤلاء يوماً وفكرت أن من المؤسف أن والدته لم تفكر في أخذ حبوب منع الحمل. اليوم اكبر خوف عندي انه قد يتزوج ويأتي بأولاد مثله.ا

ماذا أريد؟ هو أفضل حجة لتبرير قتل الرحمة.ا

في مجالس النميمة سمعت التالي:ا

- عنده 30 مشنفة تحمل كل واحدة منها اسم الفندق الذي سرقها منه.ا

- ذهب الى الجامعة ليدرسوه.ا

- دماغه مثل اينشتاين... توفي سنة 1955.ا

- الفارق بينه وبين لص أن اللص لا يعد بأن يرد لك الفلوس التي يسرقها منك.ا

- أمهر من وضع يده في جيوب الآخرين.ا

- لا ينتحر لأنه يعرف أن كثيرين سيسعدون لغيابه.ا

- استقال فلم ينتبه أحد لغيابه.ا

- لا يقبل فكرة جديدة ولو وضعتها له في سندويش قريشة مع عسل من شتورة.ا

- كثير الكلام؟ الساعة تغيرت الى التوقيت الصيفي وهو يحكي.ا

أتوقف هنا لأقول انني وجدت قراء كثيرين يحبون قصصاً من التراث، وهناك كثير منها يناسب ما نحن فيه اليوم، وعن الناس عموماً من كل المهن، ومعهم العاطلون عن العمل.ا

وكان شاعر قديم قال: انت يا هذا ثقيل/ وثقيل وثقيل... انت في المنظر انسان/ وفي الميزان فيل.ا

وقرأت قصيدة قديمة عن ثقيل أهدى رجلاً جملاً، ثم زاره وبقي عنده حتى ضاق به وأخيراً قال له في مطلعها: يا مُبرِما أهدى جملْ/ خذْ وانصرف ألفي جمل. ويكمل وهو يعد ضيفه بأكياس الطعام والسلاح والعبيد والدنيا كلها شرط ان يرحل الثقيل، ويختتم قائلاً: يا جبلاً من جبل/ في جبل فوق جبل.ا

يكفي شعراً، فأعود الى بعض الناس من زملاء وغيرهم، والى واحد منهم لا أصدقه ولو قال: صباح الخير، فقد وجدت ان لكل خبر يكتبه جانبين، جانب هذا الكاتب والحقيقة.ا

وكانت هناك امرأة، من خارج مهنة الصحافة، أو أي مهنة، سمعت كلاماً قاسياً عن أخلاقها ودافعت ما أمكنني، إلا أن النقد استمر. وفي النهاية مالت عليّ سيدة جالسة بقربي وشكرتني على موقفي ثم همست: تعرف، أنت دافعت عن شرف هذه المرأة اكثر مما فعلت هي.ا

غير انني بدأت بجورج بوش وكيف دمر نظرية تفوق الرجل الابيض، وأريد ان أعود اليه وكيف دمّر نظرية ثانية جديدة.ا

مجلة «العِلْم» نشرت في عددها الأخير دراسة شملت 240 ألف رجل نروجي تبين منها ان الابن الأكبر يتمتع بمعدل ذكاء أعلى من بقية أخوته.ا

جورج دبليو بوش هو أكبر أخوته، واذا كان هو الأذكى بينهم، فالآخرون، مثل جيب ونيل ودوروثي، متخلفون عقلياً، الا انهم ليسوا كذلك. ومحافظ فلوريدا جيب مثلاً مشهور بذكائه، فلا يبقى الا ان جورج الابن دمر نظرية تفوق الابن الأكبر، مع كل نظرية أخرى تقاطعت طرقه معها.ا


ومن بوش الى ألف بوش، فقد سمعت رجلاً يشكو من انه لا يقبض المرتب الذي يستحق، وفكرت انه لو قبض ما يستحق فعلاً لمات من الجوع.ا

ومثله الذي انتحى بي جانباً يوماً، وقال انه يريد ان يحدثني حديثاً من القلب الى القلب. وعندما بدا عليّ الاستغراب سألني لماذا، وقلت لم أكن أعرف ان عندك قلباً.ا

ثم هناك الفيلسوف الذي قال ان الرجال الطيبين نوعان: واحد لم يولد بعد والآخر مات. وسألناه: أي النوعين هو.ا

أخيراً، أعرف رجلاً لو كانت ثروته أخلاقه لما دفع ضرائب في حياته.ا


جهاد الخازن "الحياة" - 13/07/07//

عيد الحب



"عائض القرني"


نحن في الإسلام لا نحتاج إلى عيد حب؛ لأن المفروض أن تكون أيامنا كلها حبٌا في حب، فلماذا يخصص يوم
واحد فقط للحب؟ إن معنى ذلك أن بقية الأيام قابلة أن تكون أيام كراهية؛ فنحن نحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ونحب الوالدين والأهل والأبناء والأصدقاء والشمس والقمر والهواء والماء والبرتقال والتفاح وكل شيء جميل بديع مباح، ولكن الذين خصصوا يوماً للحب جعلوه مهرجاناً باهتاً سمجاً بلا روح ولا رسالة، فهم مهتمون بإهداء الحب للقطط الوديعة والكلاب الأليفة، بينما قنابلهم تحصد الأطفال والشيوخ وتهدم المنازل والجسور في العراق وفلسطين وأفغانستان، إن من يجعل يوماً للحب عليه أن ينـزع من ذهنه فكرة العلو في الأرض والهيمنة على البشر والانفراد بالقرار والاستبداد السياسي، فليس في الناس من له دم أزرق والبقية دماؤهم حمراء مستباحة، وقد انتقلت إلينا في الشرق عدوى «عيد الحب» فتجد الزوج الظالم المفترس يحمل باقة زهور في «عيد الحب» ليهديها لزوجته التي نكّل بها وأذاقها الأمرّين، وتجد الأصدقاء يهدي بعضهم بعضا بطاقات المعايدة في «عيد الحب» وهم متقاطعون متباغضون، لكنه التقليد الأجوف والتشبه الأرعن، لا بد أن نجعل السنة كلها سنة حب من أولها لآخرها؛ فنحب الله ونؤمن به ونطيعه ـ سبحانه ـ، ونحب رسوله صلى الله عليه وسلم ونتبعه ونهتدي بهداه، ونحب الوالدين فنبرَّهما ونرضيهما، ويحب الرجل زوجته فيعاملها برحمة ومودة وإنسانية، وتحب المرأة زوجها فتعيش معه في وفاء وصفاء واحترام، ويحب الأب أبناءه فيتلطّف بهم ويربيهم تربية حسنة، ويحب الإنسان إخوانه في الإنسانية فيرعى حقوقهم ويجتنب الإساءة إليهم، ويحب الحاكم شعبه فيرفق بهم ويعدل فيما بينهم، ويحب الشعب الحاكم فيجمع الشمل عليه ويطيعه في طاعة الله، أما أن نخادع أنفسنا بيوم الحب وهو يوم بدعي لا أصل له، فهذا من ضعف البصيرة وعقم الرأي وسُقم المزاج، الحب ممارسة عملية وأخوّة إنسانية وليست شعارات زائفة ومظاهر خدّاعة.ا
(عن جريدة الشرق الاوسط)

المشروبات الغازية ترفع مسببات أمراض شرايين القلب والسكري





الرياض: د. حسن محمد صندقجي


أكد باحثون من الولايات المتحدة أن تناول المشروبات الغازية، بأنواعها، هو سبب في الإصابة بمتلازمة الأيض (التمثيل الغذائي)، أحد عوامل خطورة الإصابة بمرض السكري وأمراض شرايين القلب. ولم يقتصر الضرر الصحي على تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر والعالية المحتوى من طاقة السعرات الحرارية، بل شمل أيضاً الأنواع من نوع الـ«دايت». وهذا ما يُثير القلق حول دور المكونات الأخرى بتلك المشروبات في التسبب بالسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الأنسولين في الدم وغيرها من مظاهر حالة متلازمة الأيض.ا
ووجد الباحثون أن تناول عبوة أو أكثر يومياً من هذه المشروبات، مقارنة بمن يتناولون أقل من عبوة يومياً، أدى إلى أنهم أصبحوا أكثر عرضة بنسبة 31 في المائة للإصابة بالسمنة، وبنسبة 30 في المائة لزيادة محيط وسط الجسم، وبنسبة 25 في المائة لزيادة نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وبنسبة 25 في المائة لارتفاع نسبة سكر الدم عند تحليله بعد الصوم لست ساعات، وبنسبة 32 في المائة لانخفاض نسبة الكولسترول الثقيل في الدم. وقال البروفسور راماشاندران فاسان، من كلية الطب بجامعة بوسطن، إن الباحثين كانوا حتى اليوم لا يزالون يفترضون أن العلاقة بين تناول المشروبات الغازية وأمراض شرايين القلب هي بشكل رئيسي نتيجة لوجود السكريات بكميات عالية في الأنواع العادية المُحلاة بالسكر. لكننا صُدمنا، على حد قوله، بأن الحقيقة هي أن لا فرق بين تناول أنواع الـ «دايت» وبين تناول الأنواع العادية منها، لأن علاقة ارتفاع الإصابات كانت موجودة عند تناول كليهما.ا
(عن جريدة الشرق الأوسط)

يطمحون إلى اعتراف بالحاجة اليهم ... المُدوّنون المغاربة يكتسحون المجتمع الافتراضي للعرب!! ا


المغرب - نادية بنسلام الحياة - 13/07/07//


من مسيرة للمدوّنين المغاربة


بسرعة هائلة، اكتسح المغاربة مجتمع المُدوّنات الإلكترونية (بلوغرز Bloggers) على شبكة الإنترنت. وكذلك بزّوا عدداً من أشقائهم العرب، بمن فيهم السعوديون الذين كانوا الرواد الأوائل في اقتحام فضاء الـ «بلوغرز» قبل أن تتراكم أمامهم جحافل المُدوّنين المصريين. ويحتل المُدوّنون المغاربة حالياً الصف الثاني عربياً على موقع «مكتوب.كوم» Maktoob.com الذي يعتبر من أكبر الساحات الرقمية في مجتمع المُدوّنات العربية. ويتقدم موقع «البلوغرز» المغاربة باضطراد، خصوصاً إذا أضيف إلى هذه الجيوش أصحاب المدونات المستضافة على مواقع ومنصات باللغة الفرنسية، والتي تشكل ما يربو على 90 في المئة من مجموع المُدوّنات المغربية.ا


السعي لاتحاد عربي للبلوغرز

خلال مدّة لم تتعد 4 سنوات، لم يكتف المُدوّنون المغاربة بمراكمة كمّ كبير من الصفحات الإلكترونية، بل راكموا معها حصيلة نوعية، مكنتهم من البروز في مسابقات دولية لاختيار أحسن المُدوّنات، والفوز بجوائزها أو التأهل لتصفياتها النهائية. لكن أهم من هذا وذاك، انتقل هؤلاء المُدوّنون بأعمالهم نوعياً، فتجاوزوا مرحلة امتلاك صفحات إلكترونية يستعملونها كوسيلة متطورة للتعبير عن الرأي بحرية وسهولة، إلى التفكير في جعلها وسيلة للتأثير في الرأي العام. وتفسر طبيعة المدونات المغربية (على الأقل تلك الناطقة باللغة بالعربية) ومجالات اهتماماتها، سبب الانتقال إلى هذا المستوى من التفكير «حول» المُدوّنة، بعد أن تركز العمل في البدايات «في» المُدوّنة بحد ذاتها.ا

وبالنظر إلى طغيان فئة الشباب، تبدو شخصية المُدوّنين المغاربة عموماً شخصية جادة، تحرص على التواصل مع محيطها الافتراضي اللامحدود بحس ملتزم قانونياً و «موضوعاتياً» وحتى لغوياً. إذ تندر في تلك الصفحات الالكترونية الكتابة بالعامية المغربية، كما تتمركز الكتابة حول يوميات الحياة الخاصة، ما يشير إلى ارتفاع المستوى التعليمي والثقافي للمُدوّنين.ا

وعلى غرار مجتمعات تدوين عدة ذات ريادة عربياً في الأردن ومصر والسعودية، استجاب عدد كبير من «البلوغرز» المغاربة لدعوة المدوّن المغربي المعروف سعيد بن جبلي، وأطلقوا مبادرة لتأسيس اتحاد يضمهم، ويعبر عن مواقفهم حيال القضايا التي تشغلهم في عالم التدوين المغربي. وفي مدوّنته على الانترنت، يشير بن جبلي الى تفاؤله بمستقبل ذلك الاتحاد، مشيراً الى أن المبادرة لقيت ترحيباً من عدد كبير من المدونين. كما يحرص على الاشارة الى وجود «معارضة من فئة محدودة جداً لا تتفق على تحويل التدوين الإلكتروني إلى مؤسسة» ( أو «مأسسة التدوين» كما يسميه أنصار الاتحاد)، بدعوى الحفاظ على التدوين باعتباره «ممارسة فردية وتلقائية غير خاضعة لأي إطار».ا

وفي المقابل، يرى المتحمسون لرؤية الاتحاد مؤسسة ذات وجود و «نفوذ» في مشروعهم وسيلة للدفاع عن مصالح المُدوّنين ورعاية حقوقهم في التعبير والتواصل وتبادل الخبرات والتجارب، عبر تنظيم ندوات ودورات تكوينية ومحطات تواصلية تساهم في الرفع من جودة التدوين.ا

وكذلك ينظرون الى الاتحاد باعتباره فرصة للإسهام في تطوير الإعلام الالكتروني في المغرب. ولعل أكثر ما يراود المُدوّنين المغاربة هو أن يبلغ هذا المشروع نجاحاً يمكنهم من أن يصبحوا ذات يوم «سلطة خامسة» موازية للسلطة الرابعة (الصحافة) التي يشكل العاملون فيها منبعاً أساسياً لهذا النوع من النشاط الرقمي. ومن أشهر المدونين الذين جاؤوا الى «البلوغرز» من عالم الصحافة، الزميل رشيد جنكاري الذي كانت مدونته وراء إقالة مسؤول متورط في فساد مالي أخيراً.ا
صفحة تبرز اهتمام «بلوغرز» المغرب بالسياسة وشؤونها


السياسة حاضرة بقوة

ويبدو ان مسيرة الألف ميل نحو تشكيل لوبي في العالم الإلكتروني بدأت مع عشرة مدونين التقوا في الدار البيضاء، ووضعوا الخطوط العريضة لـ «مؤسستهم». ويزمع هؤلاء على معاودة اللقاء قريباً لعقد الجمع التأسيسي الذي من المقرر أن يشهد ميلاد أول اتحاد مغربي في العالم الافتراضي. وإلى أن يحين ذلك الموعد، انخرط أعضاء المبادرة التأسيسية في إنجاز بعض المهمات الأساسية بالنسبة إليهم.ا

«شاركوا في إطلاق مبادرة «يوم التدوين من أجل الأقصى» التي تركت صدى إعلامياً مهماً ولاقت إقبالا كبيراً من المدونين»، بحسب ما أكّد للـ «الحياة» المُدوّن بن جبلي الذي كان أول عضو مغربي في النواة الأولى التي شكلت أول اتحاد للمدونين العرب برئاسة الدكتور السوري الأصل محمد شادي كسسكين. وكُلّف بن جبلي (28 سنة، مجاز وتقني في المعلوماتية)، بالإشراف حينذاك على موقع الاتحـاد الذي يضم حالياً أكثر من ثلاثمئة عضو جمعهم نقاش إلكتروني حول القضية الفلسطينية في إحدى مناسبات ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا.ا

وأدلى المدونون أنصار الاتحاد المغربي بدلوهم في مبادرة أخرى لجمع التواقيع على بيان تضامني مع المواقع التي تتعرض للحجب أو المنع في المغرب، وضمنها موقع «يوتوب» المتخصص في تبادل أفلام الفيديو القصيرة، وموقع «جريدة الشباب» الإلكترونية، وموقع «جماعة العدل والإحسان» المحظورة. ويلاحظ أن تلك المواقع المحجوبة إنما استهدفت بسبب السياسة.ا

وفي المقابل، تجدر الاشارة الى أن السياسة ليست الموضوع المسيطر على المُدوّنات المغربية، التي تتزايد أعدادها باضطراد، وبنسبة قاربت العشرين في المئة سنوياً. ولا شيء يمنع أن تحضر قضايا الشأن العام، سياسية واجتماعية وثقافية وحقوقية، في جل المُدوّنات، بل يمتد النقاش الساخن إلى علاقة التدوين بالانتماء السياسي، نتيجة ظهور نوع من الاستقطاب السياسي بين هؤلاء الكُتّاب الالكترونيين. كما تحتضن صفحات «البلوغرز» المغاربة شكاوى المواطنين الذين يواجهون مشاكل مع السلطات والإدارة، ما يساعد المُدوّنين في استقطاب اهتمام الرأي العام، وإيجاد موطئ قدم في هرم السلطة المعنوية.ا

وراهناً، يجرى التفكير بجدية في الموقع المعنوي والرمزي الذي يجب أن تناله صفحات المُدوّنين. وفي هذا السياق، نظّم ستة من المُدوّنين الرقميين، في نهاية الشتاء الفائت، قافلة جابت مدناً مغربية للتعريف بالتدوين الالكتروني وأهميته ودوره في المجتمع وتبادل التجارب، ولاستقطاب أعضاء وأنصار جدد يعززون نمو هذا المجتمع الافتراضي. ولم تقصر القافلة نشاطها على اللقاء بالشباب، بل تعاملت أيضاً مع مؤسسات عمومية لبلوغ مسعاها، مثل البرلمان والإذاعة والتلفزيون، وبعض الشخصيات العامة والحزبية، ما انعكس لاحقاً سخونة في النقاش حول الخشية من أن تتحول المُدوّنات الالكترونية أبواقاً حزبية.ا

ومع علمهم بضآلة تأثير المُدوّنات الرقمية حتى الآن خارج حدود العالم الافتراضي، يطمح «البلوغرز» المغاربة إلى نيل اعتراف مؤسسات المجتمع بوجودهم والحاجة إليهم. ولذا، يتوقع سعيد بن جبلي نجاح مبادرة إنشاء الاتحاد وحصوله على وزن ودور حيوي في المجتمع المغربي، لأن «أغلب المدونين مثقفون، ولأن المستقبل للشباب وللصحافة الرقمية في أجلى صورها، وهي المُدوّنات الالكترونية...».ا

mercredi 1 août 2007

عيون وآذان (العرب عادة يتبعون مصر)ا

أعتقد أن جورج برنارد شو هو الذي قال ان الاغتيال أقصى درجات الرقابة، وعلى هذا الأساس فالرقابة الصحافية في العراق هي الأشد في الشرق الأوسط والعالم، فمنذ بدء الحرب الأميركية على العراق في آذار (مارس) 2003، وحتى حزيران (يونيو) الماضي قتل في العراق حوالى 120 صحافياً، أو ما يزيد في تقديري على الذين قتلوا في بقية العالم مجتمعاً. ومثل العراقيون أكثر من ثلاثة أرباع جميع الصحافيين الذين قتلوا في العراق.ا

القتل في العراق هو البضاعة الرائجة الوحيدة، ولا أعرف ان كان الصحافيون قتلوا هناك لأنهم صحافيون، وهذا سبب كافٍ، أو انهم راحوا ضحية المقاومة والارهاب وقوات التحالف، أي القوات الأميركية، فلجنة حماية الصحافيين قالت في تقرير أخير لها ان القوات الأميركية قتلت 14 صحافياً في العراق، الا انها لم تجزم بأن القتل كان متعمداً. في حين أنني لا أجزم بدوري، الا أنني أرجح ان القوات الأميركية استهدفت «الجزيرة» وبعض محطات التلفزيون المحلية المعارضة للاحتلال. ويعود أكبر عدد من الضحايا الى شبكة الميديا الحكومية العراقية نفسها، فحتى الشهر الماضي قتل 14 صحافياً من العاملين فيها، وعشرة موظفين آخرين يساندون عمل الصحافيين.ا

ولعل أسوأ ما في موضوع قتل الصحافيين العراقيين انه سيستمر ما استمرت كارثة الحرب وذيولها، فالأرقام السابقة ليست كاملة، وكنت وأنا أجمعها قرأت أن أربعة صحافيين عراقيين قتلوا في الأسبوع الأخير من أيار (مايو)، فلم يبدأ حزيران حتى قتل اثنان آخران. وأخشى ألا تنشر هذه السطور إلا ونكون سمعنا عن ضحايا آخرين من بين الصحافيين العراقيين. ولا أنسى أن أزيد على أرقامهم حوالى 40 ضحية من العاملين في مساعدة الصحافيين أقدر أنهم قتلوا منذ احتلال العراق.ا

يفترض ألا تكون الصحافة في العراق خاضعة لرقابة حكومية، ويفترض أن تحمي القوانين حرية العمل الصحافي، غير أن حكومة نوري المالكي أغلقت محطتي تلفزيون السنة الماضية لنشرهما صور تظاهرات احتجاج على اعدام صدام حسين، وهددت بإغلاق محطات تلفزيون أخرى وصحف بتهمة التحريض على العنف، أو عرض مشاهد عن أعمال عنف، أي ان الحكومة تريد منع العراقيين من رؤية التدمير اليومي لبلدهم. وتستطيع الحكومة العراقية التوكؤ على قوانين من أيام صدام حسين، لم تلغ بعد، تمنع إهانة المسؤولين وكشف أسرار الدولة.ا

ربما كان العراق يمثل أسوأ مظاهر معاناة الإعلام العربي، وقد بدأت به بسبب القتل، غير أن الحريات الصحافية ناقصة الى معدومة في جميع البلدان العربية.ا

آخر تقرير سنوي شامل لدار الحرية، وهي مؤسسة اميركية تعنى بشؤون الحرية حول العالم، يعود الى عام 2005، وقد صدر السنة الماضية، وهناك تقارير دورية لاحقة، تظهر استمرار الوضع على حاله في منطقة الشرق الأوسط تحديداً، فالتقرير العام يشمل 194 دولة منها 19 دولة في الشرق الأوسط (ليست بينها تركيا)، وهو يظهر ان دولة واحدة حرة هي اسرائيل، وان دولتين حرتان جزئياً هما لبنان والكويت، وان 16 دولة غير حرة. وهكذا تمثل إسرائيل خمسة في المئة من منطقة تضم 350 مليون نسمة، ولبنان والكويت 11 في المئة، والبقية 84 في المئة، أي 84 في المئة من دون حرية.ا

أستطيع أن أغلف ما سبق ببعض السكر، من دون أن أتجاوز الحقيقة، فالتقرير يظهر أن جميع الدول العربية في النصف الأول من القائمة كلها، والدولة العربية الأخيرة في قائمة الشرق الأوسط هي ليبيا، ومركزها التاسع عشر، الا انها تحتل الرقم 96 من أصل القائمة الكاملة التي تمثل 194 دولة، واذا شئت أن أزيد فهناك ست دول عربية أخرى تحتل مراكز في الثلث الأول من القائمة العالمية.ا

وكما يرى القارئ فإنني أحاول أن أخرج من جلدي الصحافي لأتحدث بموضوعية عن الحكومات، فأزيد نقطة هامشية على سبيل تخفيف الوطأة هي أن على الفلسطينيين أن يشكروا الأخ العقيد ونظامه في ليبيا شكراً كثيراً على خدمة غير مقصودة لهم، فاحتلال النظام الليبي المرتبة التاسعة عشرة والأخيرة في قائمة الحريات الصحافية في الشرق الأوسط، أعفى الفلسطينيين من هذا «الشرف»، لأن الأراضي الفلسطينية تحتل المرتبة الثامنة عشرة، ولولا ليبيا لكانت الأخيرة أو «الطّشْ» كما كنا نقول للطلاب المقصرين في المدرسة.ا

العراق في قائمة الشرق الأوسط يحتل المرتبة الحادية عشرة، وهذا جيد لولا أن دماء الصحافيين تلطخ المرتبة الوسطية هذه، فدار الحرية تعنى بالممارسة الصحافية، ومدى الحرية المتاحة، وهنا لا يبدو العراق أسوأ من غيره.ا

التضييق على الصحافة يعني أن عـند الحكومة، ما تريد اخفــاءه، غير ان هـذا شبه مسـتحيل في زمن ثورة الاتصالات والانتـرنت والمدونات والفضائيات. والتضييق في هذا العصر لم يعد يكـتم المعلومات وانما يؤدي الى نشرها مشوهة أو مبالغاً فيها، ويوقع بالحكومة المعنية ضرراً أكبر مما لو سمحت بنشرها.ا

أرجو أن تعي الحكومات العربية هذه الحقيقة، وأرجو أن تقود مصر، أم الدنيا، حملة اطلاق الحريات الصحافية كاملة، فالعرب عادة يتبعون مصر، وقد تبعوها في خطأ تأميم الصحافة، فلعلها تعوض عن أخطاء الجميع بتحرير الصحافة من قيودها وتتبعها الدول العربية مرة أخرى. وأكمل غداً.ا
جهاد الخازن" عن جريدة "الحياة" - 18/07/07//ا"

! مشاريع السلام العربية

! مشاريع السلام العربية

! بعد أربعين عاما من النكبة

! بعد أربعين عاما من النكبة

!"مجلس النواب الأمريكي يهنئ اسرائيل في الذكرى ال40 "لاعادة توحيدالقدس

!"مجلس النواب الأمريكي يهنئ اسرائيل في الذكرى ال40 "لاعادة توحيدالقدس