dimanche 8 juillet 2007

قمة الثروة وقاع الفقر



"سمير عطا الله"

انفضت القمة الأفريقية في أكرا، غانا، بالنتائج المألوفة. مجموعة من الخطب وصور تذكارية تتكرر بأصحابها، لا أوضاع القارة تتغير ولا هم يغيرون أو يتغيرون. ولم توافق الدول الأعضاء على حكومة اتحادية ولا على جيش اتحادي من مليون عسكري. وجاءت النتائج في مستوى التوقعات. وعاد الأفارقة كل إلى حروبه وإلى دوله المفككة وإلى الأنظمة المتمادية في تدمير القارة ووأد آمالها وتشريد شبابها على أرصفة أوروبا وفي طرقات العالم العربي.ا

لقد قال حاكم عربي ضاحكا ذات يوم، إن الأفارقة سوف يطمرون ويغرقون إيطاليا. ويكاد ذلك يتم. لكن في هذه الأثناء اغرقوا بلده وتحولوا إلى مشكلة سياسية وإنسانية ربما كان حلها مستحيلا. إن بعض الدول العربية، الواقعة في أفريقيا أو في آسيا، تتحول إلى مجتمعات عنصرية تشبه ما كانت عليه أميركا قبل إلغاء التمييز العنصري. وقد خرج الأمر عن قدرة الدول على معالجة الوضع. وأدت زيادة الهجرة غير الشرعية إلى مواقف وسلوك من الصعب أن تضبطها الحكومات مهما كانت حسنة النية. فاليأس الذي يحمله الأفارقة معهم يجعلهم يتحملون كل شيء، شرط عدم العودة إلى حالة الفقر والظلم القائم في بلدانهم.ا

لا تبدو أفريقيا في حاجة إلى المزيد من العسكر أو إلى حكومة تجمع الحكومات القائمة. إنها في حاجة إلى أن تقلد، قدر المستطاع، شيئاً مما حققته القارة الآسيوية، التي كانت مثلها غارقة في قاع الفقر والتفسخ وأشرس الحروب. وهي في حاجة إلى مصانع ومدارس وجامعات وليس إلى ثكنات تنهب الناس وتشعل القارة حروباً بلا نهاية. وفي حاجة إلى مؤسسات تصهر القبلية القاتلة، فلا تعود القارة مسرحاً دموياً دائماً من الكونغو إلى السودان إلى سيراليون إلى ليبيريا إلى الصومال إلى الحبشة إلى سواها. إن ثلاثة أرباع القارة ـ على الأقل ـ مغطى بنوافير الدم التي لا تنقطع. وثلاثة أرباع العواصم خالية من الطرقات المعبدة والمستشفيات الصالحة والمدارس المؤهلة. وفي الماضي كان الاستعمار يسرق الناس ويترك لهم الفتات. فيما الحكم الوطني لا يترك للناس ما تقتات. فمعظم الثروات والمناجم معرضة للنهب الوطني المنظم بعدما كانت تنهبها الشركات الفاجرة في الماضي.ا

ليس في أفريقيا كلها سنغافورة أو صين أو ماليزيا أو هند أو اندونيسيا أو عُمان. هناك أنظمة لا تخجل ولا تستحي بالفقر الذي تتخبط فيه شعوبها. وهناك شعوب لا تحاسب، بل تحمل أحزانها وفقرها وتخرج إلى أرصفة الأرض مشردة في المذلتين: ذل الوطن وذل الغربة. وفي مثل هذه الحالات من اليأس والتقهقر ينمو حقد داخلي لا حدود لقباحته، كما حدث في رواندا، أو ترضخ الناس لحكم من نوع نظام زيمبابوي، حيث يربح الرئيس كل شيء حتى أوراق اليانصيب ويضرب معارضيه بالهراوات ويملأ إدارته بأفسد أهل البلد وأكثرهم شذوذا ويغرق البلد في أسوأ أنواع التضخم.. ثم يعوض ذلك كله بتأميم بضع مزارع يملكها رجال بيض.ا

(جريدة الشرق الأوسط)

Aucun commentaire:

! مشاريع السلام العربية

! مشاريع السلام العربية

! بعد أربعين عاما من النكبة

! بعد أربعين عاما من النكبة

!"مجلس النواب الأمريكي يهنئ اسرائيل في الذكرى ال40 "لاعادة توحيدالقدس

!"مجلس النواب الأمريكي يهنئ اسرائيل في الذكرى ال40 "لاعادة توحيدالقدس