dimanche 25 mars 2007

مشروع الحكم الذاتي في الصحراء الغربية: أهو الفرصة الاخيرة؟

هل يمكن القول ان نزاع الصحراء الغربية الذي طال اكثر من ربع قرن في طريقه الي حل يرضي الاطراف المعنية (خاصة المغرب والبوليساريو والجزائر) عملا بمبدأ لا غالب ولا مغلوب ؟ وهل ستفلح الامم المتحدة ـ اخيرا ـ في الوصول الي تسوية سلمية نهائية، بعدما اعترفت في مراحل سابقة بفشلها في هذه المهمة، ورسمت صورة مغرقة في التشاؤم والسوداوية عن النزاع وسبل انهائه؟شيء مؤكد ان بارقة الامل بدات تلوح في الافق، وزكتها التصريحات الصحافية التي ادلي بها بان كي مون الامين العام الجديد للمنظمة الاممية، اذ وصف مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لتسوية النزاع بـ المبادرة المرنة ، ونقلت عنه وكالة الانباء الاسبانية (ايفي) قوله: في هذا الوقت هناك خلاف بين الاطراف، غير انني علمت ان ملك المغرب اتخذ مبادرة شخصية ومرنة، ستعرض علي انظار مجلس الامن .لم يكتف المغرب باقتراح مبادرة للخروج من المأزق الحالي بشأن قضية الصحراء، بل جند موفدين لشرح اسس هذه المبادرة واهدافها، املا في ان تلقي الصدي المرجو خلال عرضها علي انظار مجلس الامن في نيسان (ابريل) القادم. ويبدو ان لقاءات الموفدين المغاربة مع قيادات العديد من بلدان العالم، بمن فيهم الاعضاء الدائمون في مجلس الامن والقيادات العربية والاسلامية، وزعماء الاقطار الافريقية والاوروبية والامريكية اللاتينية، بدات تعطي ثمارها الاولي، من حيث تثمين المبادرة المذكورة واعتبارها ارضية للحوار والنقاش، خاصة ان الطرف المغربي ابدي استعداده لقبول الافكار والاقتراحات التي يمكن ان تثري الارضية، باعتبارها تستجيب للشرعية الدولية.لماذا هذه المبادرة؟جاء مشروع منح الاقاليم الصحراوية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، بعد وصول مختلف المسارات السابقة الي الباب المسدود، وقد اختزلت تلك المسارات في ما اعلن عنه الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان ومبعوثه الشخصي الي الصحراء جيمس بيكر، من خيارات اربعة لحل النزاع:1 ـ مخطط التسوية ، والمقصود به اجراء استفتاء تقرير المصير، من خلال تخيير الصحراويين بين الانضمام الي المغرب او الاستقلال عنه. وهو اقتراح ثبت فشله واستحالة تطبيقه بالنظر الي عدم الوصول الي الاتفاق النهائي علي تحديد هوية المشاركين في الاستفتاء. فاللجان التي انتدبتها الامم المتحدة لهذا الغرض في الاقاليم الصحراوية المغربية ومخيمات تندوف بالتراب الجزائري، لم تصل الي لوائح محددة ومتفق عليها، لان كل طرف (المغرب والبوليساريو) كان يطعن في لوائح الاشخاص المرشحين للتصويت.2 ـ الاتفاق الاطار ، (او ما اطلق عليه حينها بالحل الثالث) ينص علي بقاء الاقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية مع منحها صلاحيات التسيير الذاتي لمدة خمس سنوات، بعدها يجري استفتاء في الموضوع بين الاستقلال او الانضمام. غير ان البوليساريو مدعومة بالجزائر سارعت الي رفض هذا الاقتراح، واعتبرت ان الامم المتحدة تساير به تطلعات المغرب وطموحاته.3 ـ تقسيم الاقاليم بين المغرب والبوليساريو، اقتراح روجت له القيادة الجزائرية الحالية، ورفضه الطرفان المعنيان: فالمغرب يرفض ان يقتطع اي شبر من اراضيه، والبوليساريو تطمع في ما تسميه استقلالا تاما وسيطرة علي كامل الاقاليم الصحراوية.4 ـ انسحاب الامم المتحدة ونفض يدها من النزاع، وهو ما ينذر بعودة القضية الي اجواء التوتر السابقة، خاصة وان قيادة البوليساريو هددت اكثر من مرة بالرجوع الي حمل السلاح والمواجهة مع المغرب. زكي ذلك قول الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في تصريحات صحافية ـ اخيرا ـ انه لا يستبعد احتمال استئناف المناوشات بين البوليساريو والمغرب في حال فشل الدبلوماسية في الوصول الي حل.وهكذا، ايقنت الامم المتحدة ومعها كل المنتظم الدولي ان الحلول السابقة جميعها اصبحت متجاوزة، وان الخروج من المازق الحالي لا يمكن ان يتم الا عبر التوصل الي حل سياسي متفاوض بشانه. وفي هذا السياق، تاتي المبادرة الجديدة من لدن المغرب، التي اعتبرها المتتبعون والكثير من الساسة اقتراحا عمليا وبناءً يساعد علي فتح قنوات الحوار حول قضية الصحراء. فما هي سمات مشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه مجلس الامن؟ملامح مشروع عملييتسم المشروع المقترح بكونه يحترم المعايير الدولية للحكم الذاتي، كما هي مطبقة في العديد من اقطار العالم كاسبانيا وايطاليا والمانيا. فهو يمنح لابناء الاقاليم الصحراوية كامل حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتدبير شؤونهم اليومية بانفسهم، كما انه يتضمن تصورات بخصوص الجهاز التشريعي والتنفيذي قد تستدعي اجراء تعديل في الدستور المغربي (حسب بعض المتتبعين). كما انها قد تتطلب استفتاء في صفوف المغاربة جميعا حول مقترح الحكم الذاتي، واستفتاء ثانيا في الصحراء حول تفاصيل المشروع. وسيتم ـ في ما بعد ـ انتخاب برلمان محلي علي اساس تمثيل نسبي للقبائل وتمثيل النساء، وتشكيل حكومة محلية بوزير اول وجهاز قضائي. لكن امور السيادة والدفاع والخارجية تبقي من مهام السلطات المركزية في الرباط.وبرأي بعض المراقبين، فان الحكم الذاتي قريب جدا من تقرير المصير اذا وقع الاتفاق حوله بين الاطراف المعنية تحت رعاية مجلس الامن. انه يعني نقل اختصاصات السلطة المركزية الي الاقليم، مع احترام السيادة الوطنية، بما يعني ان تقرير المصير ـ حسب هذا التصور ـ لا يعني الاستقلال والانفصال، الذي تروج له قيادة البوليساريو مدعومة بالقيادة الجزائرية.من بين مميزات المشروع كذلك انه يشكل تعاطيا جديدا للتعامل الرسمي مع قضية الصحراء. ففي السابق، كانت القرارات تتخذ من لدن الدوائر العليا، وفي نطاق دائرة ضيقة جدا (وزارة الداخلية) وكان ينظر الي الصحراء كقضية حساسة جدا لا تقبل الاختلاف او تعدد وجهات النظر. اما مع العهد الجديد الذي يقوده العاهل محمد السادس، فقد وقع الراي علي اعتماد سياسة تشاركية واسعة. وفي هذا الاطار، جاء احداث المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية (الذي تحل هذه الايام الذكري السنوية الاولي لتأسيسه) والذي يضم ممثلي مختلف قبائل الصحراء. كما ان الملك عمل علي اشراك اعضاء هذا المجلس وكذا الاحزاب السياسية في مناقشة المشروع المذكور وابداء ملاحظات واقتراحات بشانه. واجمعت جل الهيئات السياسية المغربية علي نجاعة المقترح، وعلي طابعه العملي الذي يكفل انهاء النزاع بطرق سلمية حضارية تحفظ ماء وجه الطرف الآخر؛ هذا الطرف (البوليساريو) الذي يمكنه المشاركة في التسيير المحلي عند تطبيق الحكم الذاتي. وبهذا الخصوص، كشف رئيس المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد ـ في تصريحات صحافية ـ انه اجري اتصالات مع اعضاء من البوليساريو وحاورهم، مؤكدا ان عددا من قيادات الجبهة رحبوا بمشروع الحكم الذاتي، وينتظرون الاطلاع علي معالمه النهائية. ما يعني ان الكثيرين منهم اقتنعوا اخيرا باهمية الحل الواقعي والعملي المتمثل في التنوع في اطار الوحدة ، وليس بسياسة التعنت والهروب الي الامام المتمثلة في النزعة الانفصالية. وكما فتح المغرب الحوار حول مشروع الحكم الذاتي بين مكوناته السياسية المختلفة، فتحه ايضا علي المستوي العالمي في اطار حملة دبلوماسية واسعة يقوم بها لاول مرة بشكل مكثف ولافت للانتباه، حظيت بتقدير العديد من الاوساط الدولية. وهكذا اوفد العاهل المغربي مبعوثيه للكثير من العواصم العربية والعالمية، وهم محملون برسائل ملكية للرؤساء والملوك تتضمن تفاصيل وافية عن المشروع الذي تعود ارهاصاته الاولي الي حوالي سنتين، فقد سبق للمغرب ان وجه مذكرة الي الامين العام السابق للامم المتحدة اوضح فيها ان الاقتراح الشجاع والمسؤول المتعلق بالحكم الذاتي، في ظل احترام السيادة الوطنية، يندرج تماما ضمن مفهوم تقرير المصير باعتباره طريقة مفضلة لممارسة ساكنة معينة لحقوقها الفردية والجماعية. ويعتبر الاقتراح حلا سياسيا يتطابق مع الشرعية الدولية ويوفر افضل الآفاق لتسوية نهائية. وكما جاء في المذكرة الموجهة الي الامم المتحدة، فان المغرب يظل منفتحا علي هذا الحل الذي يحفظ سيادته ووحدته الترابية، ويمكن السكان من تسيير شؤونهم المحلية بشكل مباشر وديمقراطي. وفي سبيل هذه الغاية، فهو مستعد للانخراط، بحسن نية وبعزم، في مفاوضات معمقة وبناءة، بهدف المساهمة بشكل ملموس وذي مصداقية في انجاحها. ويامل المغرب في ان يستطيع الاعتماد علي كل ذوي النيات الحسنة الذين يتمسكون باخلاص بتوفير الشروط المشجعة لايجاد تسوية واقعية ومتوافق بشانها للنزاع حول الصحراء، تمكّن سكان المخيمات من الالتحاق بذويهم، كما تمكّن دول المغرب العربي من تحقيق الوحدة والتضامن.سياقات محلية ودوليةعلي المستوي المحلي، تكمن اهمية الاقتراح المغربي في انه يأتي متزامنا مع ورشين اصلاحيين كبيرين تعيشهما البلاد حاليا: الورش الديمقراطي، المتجلي في تكريس مبدأ التعددية السياسية وتعزيز مكانة السلطات المنتخبة وضمان شفافية اكبر في الانتخابات وحياد السلطة خلالها، وتكريس حرية التعبير والنشر. اما الورش الثاني، فيتعلق باطلاق مبادرة كبري للتنمية في مختلف المدن والاقاليم، لمحاربة الفقر والتهميش ودعم المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الصغري التي يمكن ان تساعد علي توفير الشغل للشباب والمراة وتحسين المستوي المعيشي والاجتماعي للسكان المعوزين. هذه المبادرة التي تعيش سنتها الثانية تخضع للاشراف المباشر للعاهل محمد السادس، وتساهم في انجازها مجموعة من هيئات المجتمع المدني بتمويل من السلطات العمومية.وعلي المستوي الاقليمي والجهوي، ياتي مشروع الحكم الذاتي موازياً لجهود تقوم بها المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في البلدان المغاربية الخمسة من اجل احياء اتحاد المغرب العربي، وتقوية سبل العمل المشترك سياسيا واقتصاديا وثقافيا. ولن يتحقق ذلك، سوي بحل معضلة الصحراء وانهاء النزاع المفتعل وازاحة هذه الغيمة الداكنة من سماء شعوب المنطقة. اما علي المستوي الدولي، فالمساعي المغربية تندرج في سياق التوجهات العالمية القائمة علي الوحدة والتكتل والغاء الحدود الضيقة (مثلما هو حاصل في اوروبا)، ولا يعقل انه في الوقت الذي تطمح فيه البلدان العربية عامة والمغاربية خاصة الي الاقتداء بالنموذج الاوروبي، والغاء الحواجز الجمركية وتكريس وحدة سياسية واقتصادية، نجد ان البعض ينادي بالتشرذم والانفصال. والحال ان ما يوحدنا كمغاربيين وكعرب اكبر بكثير مما يفرّقنا. ولا يستبعد ان يساهم الاقتراح المغربي في المزيد من ارباك البوليساريو واحكام طوق العزلة حولها، بالنظر الي حالة السخط والتذمر الموجهة داخليا ضد قيادتها، وفي هذا الصدد، نفهم سر نشاط تيار خط الشهيد الذي يتهم قيادة الجبهة بالتسلط واحتكار النفوذ، ويؤمن ان لا حل لقضية الصحراء خارج التفاوض المباشر مع المغرب؛ هذا الاخير الذي يمد يده للمصافحة وطي صفحات الماضي والمساهمة في بناء الوطن الكبير، ضمن اطار من التكامل والوحدة التي تجد مسوغاتها في روابط الدم والتاريخ والحضارة المشتركة، وذلك مع اخذ الخصوصيات الاجتماعية والثقافية للاقاليم الصحراوية بعين الاعتبار. ہ كاتب من المغرب.tahartouil@hotmail.com

حرب العراق: الرابحون والخاسرون

مع مرور الذكري الرابعة لما تسميه الولايات المتحدة بحرب تحرير العراق اوردت مجلة السياسة الخارجية والتي تصدر في الولايات المتحدة الامريكية تقريرا بعنوان: (العشرة الرابحون في حرب تحرير العراق) واوردت ذلك بسرد تحليلي لكل مرتبة من المراتب العشر الرابحة من الحرب مع عدم ادراج الولايات المتحدة ضمن الرابحين من الحرب علماً بان من اشعل الحرب وانفق عليها هو الحكومة الامريكية ـ كان ترتيب الرابحين العشرة ايجازاً علي النحو التالي:اولا: ايران ـ اذ تقول المجلة الامريكية ان ايران خرجت الرابح الاول والاوفر حظاً من نتائج الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية علي دولة ذات سيادة وتحت ذرائع لم تكن مؤكدة، اذ استطاعت طهران القضاء والتخلص من عدوها الاستراتيجي الاول دون اطلاق رصاصة واحدة، اضافة الي ذلك استيلاء الموالين لايران علي منافذ السلطة واتخاذ القرار في العراق الجديد مما جعل من العراق الجديد ورقة ضغط بيد طهران.ثانيا: مقتدي الصدر ـ خرج الزعيم الشيعي الشاب مقتدي الصدر كزعيم شعبي يحظي باكبر تاييد في الاوساط الشعبية، وهو من كان مواطنا عاديا قبل الحرب لا يسمن ولا يغني من جوع، والآن اصبح له الميليشيات الخاصة به وله اكثر من 30 مقعداً في البرلمان العراقي الجديد.ثالثاً: القاعدة ـ تقول المجلة ان القاعدة خرجت رابحاً قويا من الحرب اذا استطاعت خلق وايجاد معركة جديدة تستميل التعاطف الشعبي الاسلامي معها في مقاومة محتل اجنبي وكذلك لتصفية حساباتها مع عدوها الاول الولايات المتحدة.رابعاً: مؤلف كتاب صراع الحضارات صمويل هنتنغتون ـ حيث اعتبرت المجلة تطرق المؤلف وبطريقة سردية تحليلية علمية عن تاكيد حدوث التصادم الاسلامي ـ الغربي بقيادة الولايات المتحدة قبل سنوات عديدة من وقوع الحرب مما جعل من المؤلف رابحاً قويا ككاتب ومفكر.خامساً: الصين ـ وهذا ما لا يتوقعه غالبية المتابعين حيث اوردت المجلة ان الصين استطاعت ان تنفرد ببناء قواتها وبنيتها التحتية واقتصادها القوي بعيداً عن الشوشرة الامريكية بسبب استنزاف الحرب لمعظم الاهتمام الامريكي.سادساً: القادة العرب ـ حيث اكدت المجلة ان القادة العرب استطاعوا ان يحصلوا علي عذر بصعوبة جلب الديمقراطية للمنطقة تفادياً لميلاد صراعات طائفية وسياسية ودينية المنتصر فيها قد لا يكون صديقا او موالياً للبيت الابيض كما هو حال معظم القادة العرب.سابعاً: الدول المنتجة للنفط: وذلك بسبب ارتفاع اسعار النفط جراء عدم استقرار الاوضاع السياسية والامنية في بحيرات النفط العربية بسبب حرب العراق.ثامناً: الامم المتحدة ـ مع عدم توافقنا مع ان الامم المتحدة احد الرابحين في الحرب الا ان المجلة اوردت الامم المتحدة كأحد الرابحين في الحرب.تاسعاً: دول اوروبا التقليدية ـ تاكد لواشنطن من خلال نتائج الحرب ان اي مغامرة انفرادية قد تكون عواقبها وخيمة ذلك حدث في غياب اوروبا التقليدية من الحرب مما زاد من مكانتها واهميتها لدي البيت الابيض.عاشراً: اسرائيل ـ اوردت المجلة الامريكية اسرائيل كعاشر رابح من الحرب الامريكية علي العراق مع انها كان من المفترض ان تكون الرابح الثاني بعد ايران لاسباب القارئ غني عن التعريف بها.اعلاه كان استنتاج المجلة الامريكية حول اهم الرابحين من نتائج الحرب الامريكية علي العراق، والامر المستغرب عدم ادراج الولايات المتحدة القائد والمدبر والمنفق علي الحرب من بين المستفيدين من نتائج حرب تدمير العراق او كما يسمونها تحرير العراق، وانا هنا بدوري كمتابع اسرد اهم الخاسرين من جراء الحرب:اولا: الولايات المتحدة الامريكية ـ حيث خسرت الخزانة الامريكية عشرات المليارات من الدولارات جراء الاستنزاف المجحف الذي سببته الحرب للخزانة الامريكية، اضافة الي مصرع ما يقرب من ثلاثة آلاف جندي امريكي حسب الحصيلة المعلن عنها. وفقدان مصداقية المخابرات الامريكية امام العالم بتزويرها لاسباب واهية لغزو العراق، اضافة الي تراكم وتضخم توالد الشعور بالعداء للولايات المتحدة من قبل الشعوب العربية والاسلامية.ثانيا: الشعب العراقي ـ حيث افرزت الحرب الامريكية علي العراق صراعا طائفيا ومذهبيا لم يكن موجوداً اثناء حكم الرئيس السابق صدام حسين، وكانت فئات الشعب تعيش في تناغم دونما اي التفات للانتماء العرقي او الديني، بينما الآن وقبل ان يهم المرء باداء الصلاة عليه بالتفحص جيداً عن انتماء المسجد والا فهو الي الهلاك.ثالثاً: الدول العربية وعلي راسها دول الخليج ـ حيث اصبح امن الخليج العربي احدي اوراق اللعبة الايرانية بعد غياب صدام حسين الذي كان يشكل جدار فصل امام الطموحات الايرانية التي تحققت وبدات الآن بتصدير المذهب الجعفري الي دول الجوار وتعدي ذلك الي اليمن التي لم تشهد اي صراع طائفي او مذهبي منذ دخول اليمنيين الاسلام.رابعاً: الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي اللذان فقدا مصداقيتهما ودورهما الدولي واقتصاره علي الدول الضعيفة وتوقفه امام الدول الماردة ومنها الكيان الصهيوني، حيث قامت الحرب دونما اي تفويض او موافقة من مجلس الامن الذي رمي به عرض الحائط دونما اي اعتبار.خامساً: الزعماء والقادة العرب ـ حيث ان الطريقة التي اعتقل بها الرئيس السابق صدام حسين وطريقة محاكمته واعدامه اثبتت ان لا قيمة للقادة العرب اذا ما وقفوا عائقاً امام المصالح الامريكية والصهيونية. اعلاه كانت قائمة بأهم خمسة خاسرين من الحرب الامريكية علي العراق، وعلي رغم ان خسارة الامتين العربية والاسلامية فادحة لا معوض لها جراء انتهاك الكرامة والسيادة الوطنية لدولة عربية وقيادتها الا ان الحرب جلت الصحوة الي الاوساط الشعبية الاسلامية بضرورة التوحد ورمي السبات والشلل الذي اصابها عارضاً، فالايام سجال، يوم لك ويوم عليك (وعسي ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) صدق الله العظيم.ہ كاتب وباحث يمني مقيم في الصينرئيس تحرير نادي اطباء اليمن اون لاين dralmansob@hotmail.com *

jeudi 22 mars 2007

بان كي مون والصحراء

بان كي مون وليس غيره من أعرب عن أمل في أن تمكن مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء الأطراف المعنية بالنزاع من التحاور لإيجاد حل نهائي يقبله الجميع. ومع أن مجلس الأمن الدولي سيقرر وفق صلاحياته مدى ملاءمة مبادرة الرباط وصيغة الحل السياسي الذي يتبناه، فقد اعتاد أن يستند الى تقارير الأمين العام للأمم المتحدة كمرجعية تحدد مسار تعاطيه وتطورات النزاع. ويمكن لصيغة الحل السياسي التي يعرضها مجلس الأمن ان تستوعب التباين الحاصل في وجهات النظر. وتبقى حظوظ مبادرة الحكم الذاتي مشجعة في غياب أي مبادرة أخرى، وغياب اقتراحات من الاطراف الاخرى تتماشى ومنطق الحل السياسي.
ليس قدراً على أعداد كبيرة من الرعايا المتحدرين من أصول صحراوية أن يظلوا لاجئين. ولكن هناك اختيارات محددة بين الانصياع الى الارادة التي تخلص السكان من أعباء لا تليق بالكرامة الانسانية أو الإبقاء على التوتر الذي يدفع ثمنه السكان المحرومون. فأوضاع هؤلاء من صميم مسؤوليات الأطراف المعنية بالنزاع. وأي انكفاء عن القيام بالواجب الذي يقتضيه الموقف لا يساعد في بلورة معالم الحل السياسي الذي يضمن قدراً أكبر من الانضباط مع الشرعية الدولية. وما يهم ليس أن يسجل طرف النقاط لصالحه على الطرف الآخر، فتلك سياسة قادت النزاع لأن يطول أمده أكثر من ثلاثة عقود، في نطاق تداعيات سلبية على مستقبل السلم والأمن والاستقرار في الشمال الافريقي. وانما الأهم بلورة معالم حل مستقبلي يضمن حقوق السكان المعنيين ومصالحهم وينسج علاقات ثقة جديدة بين بلدان المنطقة، أكانت معنية بطرق مباشرة أو تضررت نتيجة انعكاسات التوتر. ولم يعد مقبولاً من أطراف النزاع أن يرهنوا مستقبل المنطقة وفق أهواء لا تساير منطق العصر في الاتجاه نحو التكتل وبناء شراكات منتجة. وإذا كان هناك شيء أولى بالرعاية والالتفاف فلا أقل من أن يكون المساعدة في تقريب وجهات نظر.
كلام الأمين العام للأمم المتحدة كان واضحاً لجهة رهن اتفاق مجلس الأمن الدولي بتوصل الأطراف المعنية الى اتفاق. ما يعني ان المسؤولية تقع في الدرجة الأولى على عاتق هذه الأطراف، أي أنه من غير الوارد أصلاً أن يقر مجلس الأمن تصوراً خارج ما يرتضيه شركاء الحل. وهذا مؤشر الى أن دور المجلس لن يتجاوز مساندة الحل الوفاقي الذي يرعى تنفيذه بالآليات المتاحة التي تضمن التقيد بحرفية الحل ومضمونه السياسي والقانوني والاجتماعي، وأفضل للأطراف المعنية ألا تدع الفرصة تمر للاضطلاع بمسؤولياتها الكاملة لتعكس الرغبة في التوجه نحو الحل.
لا يمكن للأطراف المعنية أن تعول على الأمم المتحدة أكثر مما تعول على إرادتها في حال سلمت النيات والتقت الأهداف والمصالح. وإذ يرى بان كي مون من موقعه الأممي أن مبادرة اقتراح الحكم الذاتي يمكن أن تتحول الى قاعدة لحوار، فإنه يتحدث بواقع ما يملكه بيده لجهة وجود مشروع مغربي ينطلق من قاعدة المشاورات الديموقراطية مع السكان المعنيين.
ولم يكن حضور رئيس المجلس الاستشاري الصحراوي خلي هنا ولد الرشيد في اجتماع بان مع الوفد الرسمي المغربي بعيداً عن نقل مشاعر السكان، لكنه قبل ذلك اجتمع الامين العام مع زعيم جبهة «بوليساريو» محمد عبدالعزيز، ما مكنه من الإلمام بكل جوانب الصورة في هذا الطرف أو ذاك. فهل يكون ذلك الحوار غير المباشر بين زعيمين صحراويين مقدمة لحوار اشمل بين السكان المعنيين؟!

عيون وآذان (قضايا لا حل لها)

هل هناك مشاكل من دون حل؟
لا أسأل عن القضية الفلسطينية مع أنها من دون حل منذ مئة عام، وقد تمضي مئة عام أخرى من دون أن تحل كما قال ديك تشيني يوماً. أيضاً لا أسأل عن الكارثة في العراق وهل نرى مخرجاً منها في عمرنا. بل انني لا أسأل عن الحكومة والمحكمة في لبنان أو البيضة والدجاجة، ومن سبق منهما الآخر.
ثمة قضايا أخرى قد لا يراها المواطن العربي الذي جعلته مشاغله ومشاكله ذا بعد واحد يمنعه من رؤية قضايا بقية العالم.
كنت بدأت التفكير في قضايا لا حل لها، وأنا أقرأ تقريراً يقول ان العالم العربي في حاجة الى 80 مليون وظيفة جديدة في الخمس عشرة سنة المقبلة.
هذه مشكلة من دون حل، فالعالم العربي لن يوفر 80 مليون وظيفة جديدة لأبنائه، وهؤلاء يزيدون كالأرانب، فعندنا أعلى نسبة زيادة سكان في العالم، وأعتقد بأن قطاع غزة يتقدم الجميع، ربما لإغاظة الاسرائيليين.
وأكتب وأمامي عشرات الصفحات عن ديموغرافيا العالم العربي، إلا أنني لا أجزم بأرقام محددة، فبعض الدراسات عمره سنة، وبعضها الآخر عمره خمس سنوات أو عشر، وأقدر أن في العالم العربي حوالى 300 مليون نسمة، وأن الثلثين منهم في شمال افريقيا. وقد زاد عدد سكان مصر على 70 مليوناً، ولن انتهي من كتابة هذه الزاوية، إلا وهم زادوا ألفاً آخر.
أزعم أن مشكلة الديموغرافيا العربية ستظل من دون حل، لأن الزيادة الهائلة في عدد السكان لن تتوقف، طالما أنها توفر للفقير الضمان الاجتماعي الذي لا توفره الدولة، فالفقير يحتاج الى أكبر عدد ممكن من الأولاد ليزيدوا من دخل الأسرة وليعتنوا به عندما يكبر. وهو لو اكتفى بولدين لربما كانا عاقين وتركاه، أما لو أنجب عشرة أو أكثر فلا بد من أن يكون بينهم أولاد صالحون يرعون والدهم عندما يعجز عن العمل.
وتصبح المشكلة معكوسة في الغرب، فهي عندهم تضاؤل عدد السكان، حتى أن بعض الدول الأوروبية يسجل نقصاً سنوياً لا زيادة. والحل في فتح أبواب الهجرة، إلا أن الدول الأوروبية تحتاج الى المهاجرين ولا ترحب بهم، مع ادراكها أن شعوبها تضم غالبية مسنّة، بعكس شعوبنا التي تتألف في غالبيتها من شباب ومراهقين.
وهكذا يصطدم الخَرَف الغربي بالمراهقة العربية في قضية لا حل لها.
الطاقة مشكلة أخرى من دون حل، وهي مشكلة تعني العالم العربي مباشرة، فعندنا أكبر مخزون من احتياط النفط في العالم، وظاهر هذا الواقع جميل، فهو يعني أن تستمر الدخول العالية من تصدير النفط وأن تزيد، إلا أن باطنه حافل بالخطر فامتلاكنا الطاقة يعني أطماعاً خارجية بنا وبحجم ما نملك من احتياط، ويكفي أن ننظر الى ما حل بالعراق لنعرف ما يدبر لكل دولة عربية منتجة.
كلامي السابق لا يعني أن تلقى هذه الدول مصير العراق، فبلاد الرافدين ابتليت بحاكم جمع بين الجهل والجريمة وسهّل مهمة أعداء بلاده، غير أنه لا يوجد مثله في أي بلد عربي آخر، ولا أتصور أن يوجد مستقبلاً.
أرجو من القارئ ان يصدقني، فلا طاقة بديلة، من شمسية أو قمرية أو غيرها، والطلب سيزداد، وسيواجه العالم كله ما واجهت الولايات المتحدة في الستينات، فهي بعد عقود من الاكتفاء الذاتي والتصدير تحولت الى الاستيراد، وأصبحت الآن تستورد 60 في المئة من استهلاكها على رغم التنقيب في الاسكا والاعتداء على البيئة هناك، واحتلال العراق لسرقة نفطه.
الصين وحدها تكفي مثالاً على الأزمة المقبلة، فالاستهلاك فيها بحدود 1.2 برميل للفرد في السنة، وهو لو ارتفع الى معدل تايلاند فقط، أو أربعة براميل للفرد، لاحتاجت الى استيراد ثلاثة أضعاف ما تنتج المملكة العربية السعودية الآن، وإذا رفعنا استهلاك الفرد فيها الى معدلات أوروبية تصبح الأرقام بلا معنى.
زيادة استهلاك الطاقة في الصين زاد من تلويثها الجو، ما يوصلنا الى قضية أخرى من دون حل هي الكارثة البيئية المقبلة، فكل الحديث عن خفض بث غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو هراء، ومثله الحديث عن وقف ارتفاع الحرارة. ولا أحتاج الى بحث كبير لأصل الى الحقيقة، فمن حصاد الأسبوع الماضي فقط هناك مادة كافية، وقد قرأت تقريراً رسمياً أميركياً يقول ان بث الغازات المضرّة سيرتفع من 7.7 بليون طن سنة 2000 الى 9.2 بليون طن سنة 2020، أي بزيادة 19.5 في المئة. وفي حين أن الصورة في بريطانيا أفضل، فهي تظل مهزوزة، وقد أثبت علماء بريطانيون عبر برنامج تلفزيوني أن تقديرات الحكومة متفائلة جداً، وأنها لن تنفذ التزاماتها للسنة 2020 قبل حلول العام 2050... اذا عشنا.
ولم أقرأ بعد عن دولة واحدة حول العالم ستنفذ التزاماتها بموجب معاهدة كيوتو، فالبيئة مشكلة أخرى من دون حل.
الارهاب حول العالم أيضاً لا حل له، والولايات المتحدة تقود تحالفاً عالمياً ضد الارهاب منذ 11/9/2001 نتيجته الأكيدة الوحيدة هي أن الارهاب زاد منذ بدأت الولايات المتحدة حربها عليه، وسيظل يزيد طالما أن الولايات المتحدة تمارس السياسات ذاتها التي أطلقت الارهاب أصلاً، ثم تحاربه بأساليب توفر للمنظمات الارهابية مزيداً من الاقبال عليها.
أدين الارهاب بالمطلق ولا أجد له أي عذر، ثم أقول إن الولايات المتحدة أطلقته وتساعد على استمراره.
أستطيع أن أزيد الجهل والفقر والمرض كقضايا من دون حلول، غير أنني وقد ضاق المجال أختتم بانتشار الأسلحة النووية، فهناك دول تسعى اليها ولا بدّ من أن تحصل عليها، ما يهدد السلام العالمي كله، واذا اخترت أن انتهي بإيجابية بعد السلبيات السابقة، فهي احتمال أن تجد الأسلحة النووية حلاً لمشكلة القنبلة السكانية، والله يرحمنا جميعاً

عيون وآذان ) قضايا لا حل لها)

هل هناك مشاكل من دون حل؟
لا أسأل عن القضية الفلسطينية مع أنها من دون حل منذ مئة عام، وقد تمضي مئة عام أخرى من دون أن تحل كما قال ديك تشيني يوماً. أيضاً لا أسأل عن الكارثة في العراق وهل نرى مخرجاً منها في عمرنا. بل انني لا أسأل عن الحكومة والمحكمة في لبنان أو البيضة والدجاجة، ومن سبق منهما الآخر.
ثمة قضايا أخرى قد لا يراها المواطن العربي الذي جعلته مشاغله ومشاكله ذا بعد واحد يمنعه من رؤية قضايا بقية العالم.
كنت بدأت التفكير في قضايا لا حل لها، وأنا أقرأ تقريراً يقول ان العالم العربي في حاجة الى 80 مليون وظيفة جديدة في الخمس عشرة سنة المقبلة.
هذه مشكلة من دون حل، فالعالم العربي لن يوفر 80 مليون وظيفة جديدة لأبنائه، وهؤلاء يزيدون كالأرانب، فعندنا أعلى نسبة زيادة سكان في العالم، وأعتقد بأن قطاع غزة يتقدم الجميع، ربما لإغاظة الاسرائيليين.
وأكتب وأمامي عشرات الصفحات عن ديموغرافيا العالم العربي، إلا أنني لا أجزم بأرقام محددة، فبعض الدراسات عمره سنة، وبعضها الآخر عمره خمس سنوات أو عشر، وأقدر أن في العالم العربي حوالى 300 مليون نسمة، وأن الثلثين منهم في شمال افريقيا. وقد زاد عدد سكان مصر على 70 مليوناً، ولن انتهي من كتابة هذه الزاوية، إلا وهم زادوا ألفاً آخر.
أزعم أن مشكلة الديموغرافيا العربية ستظل من دون حل، لأن الزيادة الهائلة في عدد السكان لن تتوقف، طالما أنها توفر للفقير الضمان الاجتماعي الذي لا توفره الدولة، فالفقير يحتاج الى أكبر عدد ممكن من الأولاد ليزيدوا من دخل الأسرة وليعتنوا به عندما يكبر. وهو لو اكتفى بولدين لربما كانا عاقين وتركاه، أما لو أنجب عشرة أو أكثر فلا بد من أن يكون بينهم أولاد صالحون يرعون والدهم عندما يعجز عن العمل.
وتصبح المشكلة معكوسة في الغرب، فهي عندهم تضاؤل عدد السكان، حتى أن بعض الدول الأوروبية يسجل نقصاً سنوياً لا زيادة. والحل في فتح أبواب الهجرة، إلا أن الدول الأوروبية تحتاج الى المهاجرين ولا ترحب بهم، مع ادراكها أن شعوبها تضم غالبية مسنّة، بعكس شعوبنا التي تتألف في غالبيتها من شباب ومراهقين.
وهكذا يصطدم الخَرَف الغربي بالمراهقة العربية في قضية لا حل لها.
الطاقة مشكلة أخرى من دون حل، وهي مشكلة تعني العالم العربي مباشرة، فعندنا أكبر مخزون من احتياط النفط في العالم، وظاهر هذا الواقع جميل، فهو يعني أن تستمر الدخول العالية من تصدير النفط وأن تزيد، إلا أن باطنه حافل بالخطر فامتلاكنا الطاقة يعني أطماعاً خارجية بنا وبحجم ما نملك من احتياط، ويكفي أن ننظر الى ما حل بالعراق لنعرف ما يدبر لكل دولة عربية منتجة.
كلامي السابق لا يعني أن تلقى هذه الدول مصير العراق، فبلاد الرافدين ابتليت بحاكم جمع بين الجهل والجريمة وسهّل مهمة أعداء بلاده، غير أنه لا يوجد مثله في أي بلد عربي آخر، ولا أتصور أن يوجد مستقبلاً.
أرجو من القارئ ان يصدقني، فلا طاقة بديلة، من شمسية أو قمرية أو غيرها، والطلب سيزداد، وسيواجه العالم كله ما واجهت الولايات المتحدة في الستينات، فهي بعد عقود من الاكتفاء الذاتي والتصدير تحولت الى الاستيراد، وأصبحت الآن تستورد 60 في المئة من استهلاكها على رغم التنقيب في الاسكا والاعتداء على البيئة هناك، واحتلال العراق لسرقة نفطه.
الصين وحدها تكفي مثالاً على الأزمة المقبلة، فالاستهلاك فيها بحدود 1.2 برميل للفرد في السنة، وهو لو ارتفع الى معدل تايلاند فقط، أو أربعة براميل للفرد، لاحتاجت الى استيراد ثلاثة أضعاف ما تنتج المملكة العربية السعودية الآن، وإذا رفعنا استهلاك الفرد فيها الى معدلات أوروبية تصبح الأرقام بلا معنى.
زيادة استهلاك الطاقة في الصين زاد من تلويثها الجو، ما يوصلنا الى قضية أخرى من دون حل هي الكارثة البيئية المقبلة، فكل الحديث عن خفض بث غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو هراء، ومثله الحديث عن وقف ارتفاع الحرارة. ولا أحتاج الى بحث كبير لأصل الى الحقيقة، فمن حصاد الأسبوع الماضي فقط هناك مادة كافية، وقد قرأت تقريراً رسمياً أميركياً يقول ان بث الغازات المضرّة سيرتفع من 7.7 بليون طن سنة 2000 الى 9.2 بليون طن سنة 2020، أي بزيادة 19.5 في المئة. وفي حين أن الصورة في بريطانيا أفضل، فهي تظل مهزوزة، وقد أثبت علماء بريطانيون عبر برنامج تلفزيوني أن تقديرات الحكومة متفائلة جداً، وأنها لن تنفذ التزاماتها للسنة 2020 قبل حلول العام 2050... اذا عشنا.
ولم أقرأ بعد عن دولة واحدة حول العالم ستنفذ التزاماتها بموجب معاهدة كيوتو، فالبيئة مشكلة أخرى من دون حل.
الارهاب حول العالم أيضاً لا حل له، والولايات المتحدة تقود تحالفاً عالمياً ضد الارهاب منذ 11/9/2001 نتيجته الأكيدة الوحيدة هي أن الارهاب زاد منذ بدأت الولايات المتحدة حربها عليه، وسيظل يزيد طالما أن الولايات المتحدة تمارس السياسات ذاتها التي أطلقت الارهاب أصلاً، ثم تحاربه بأساليب توفر للمنظمات الارهابية مزيداً من الاقبال عليها.
أدين الارهاب بالمطلق ولا أجد له أي عذر، ثم أقول إن الولايات المتحدة أطلقته وتساعد على استمراره.
أستطيع أن أزيد الجهل والفقر والمرض كقضايا من دون حلول، غير أنني وقد ضاق المجال أختتم بانتشار الأسلحة النووية، فهناك دول تسعى اليها ولا بدّ من أن تحصل عليها، ما يهدد السلام العالمي كله، واذا اخترت أن انتهي بإيجابية بعد السلبيات السابقة، فهي احتمال أن تجد الأسلحة النووية حلاً لمشكلة القنبلة السكانية، والله يرحمنا جميعاً

(احياناً...قوة الفساد)

عبدالعزيز السويد الحياة - 08/03/07//
هل تتوقع أن ينتظر الفساد فرق ولجان مكافحته وهو مكتوف اليدين قاعد ينتظر؟ هل تعتقد أنه ضعيف وخائف الآن موارياً وجهه القبيح بعد قرار إنشاء هيئة للمكافحة؟
إذا كنت تعتقد ذلك فأنت مخطئ. الفساد قوي، فيه من قوة صاحب الباطل في الدفاع عن باطله، وفي مكافحته من ضعف صاحب الحق في الحصول على حقه، ألا تظن معي أن الفساد يبتسم الآن بعد القرار ويفكر في حياكة العُقد والفخاخ؟
للفساد عيون بعدد أصابعه، التي لا اعرف كم هي بل أشك في إمكان إحصائها، أصابع يجمعها حب المال، والكل يحب المال فقد زين للناس إلا أنهم يختلفون في التدقيق بمصادره، كل بحسب سعة الذمة، فيقال «فلان مذهبه واسع»، والغريب أن كثرة المال تزيد من حبه، لذلك يضحك من هو مشغوف بجمع المال بعيداً من نظافة مصدره، يضحك و «يكركر» على القناعة. ومن فرط سخريته منها ربما يضع لوحة «القناعة كنز لا يفنى» على سطح مكتبه، ولا يعي من العبارة حق الوعي سوى «الكنز»! والفساد وحدة واحدة مترابطة تجمعها المصالح الفاسدة، والتطلعات لتحسين الوضع على حساب أوضاع آخرين، ربما أوضاع الجميع إذا كان مالاً عاماً، وللفساد ألف وجه ووجه وله صور ملونة وابيض واسود، ابسطها «التنفيع» فيوكل أمر ما لمن لا يجيده ولا يؤتمن عليه، لأن له صحبة أو قرابة.
والفساد مرتبط جذرياً بالمال، فذاك يمارس لأجل هذا، فهو أبوه وأمه وعمه وخاله وابنه، وأقصى درجات قرابته، وسابع جار له، وهما من قبيلة واحدة وجوه أفرادها موســــومة بوشـــــم فئة نقــــدية يحددها مستواه، وعدد من صور الفساد معروفة للــــقاصي والداني، أبرزها التفاني في تسويغ ظلم القوي فرداً كان أو جهة والمـــحافظة على مصالحه، بل تضخيمها في مقابل الضعيف الذي يؤكل حقه، وهي أشهر صوره، بعدها من السطح فترة طويلة من الزمن جعلها تكبر وتتضخم، فتصبح من القوة بحيث لا يمكن لفرد أو أفراد مواجهتها، ليخلو الجو والمكان للعملة الرديئة.
وأتوقف عند صورة سفلية شعبية من صور الفساد، لأنها تتشح زوراً بعباءة فعل الخير ويمكن لي أن أطلق عليها «الشحاذة»، أو التسول المستتر، كأن تكون صاحب مصلحة أو تمثلها وتتابع شأناً لك فيحتك بك الموظف المسؤول عن انجاز حاجتك، وتنتقل الحكة إلى جيبه أو درج مكتبه فيفتحه، لافتاً نظرك إلى معرفته لأناس من «الضعوف» الذين يحتاجون المساعدة! ويتفنن في التأخير لحين الحصول على مراده، خصوصاً إذا لم تكن «معقداً» بحسب مصطلحات لغة الفساد الدارجة.
الفساد قوي ومكافحته تحتاج أول ما تحتاج إلى نية سليمة وعزم صادق وطول نفس، يضــاف إلى ذلك ضرورة إيكال أمر مكافحته لمن عرف عنهم قوة مع تعفف وحسن الإدارة مع الدراية ممن لا شائبة في سيرهم.
asuwayed@yahoo.com

! مشاريع السلام العربية

! مشاريع السلام العربية

! بعد أربعين عاما من النكبة

! بعد أربعين عاما من النكبة

!"مجلس النواب الأمريكي يهنئ اسرائيل في الذكرى ال40 "لاعادة توحيدالقدس

!"مجلس النواب الأمريكي يهنئ اسرائيل في الذكرى ال40 "لاعادة توحيدالقدس