vendredi 8 juin 2007

! عن الغضب الساطعٍ ومثليي الجنس

أعدت وزارة السياحة الإسرائيلية حملة إعلانية لتشجيع السياحة، إحدي صور الحملة لرجلين يهوديين علي رأسيهما (الكيباه) التي يعتمرها المتدينون عادة، لم يكونا في صلاة ولا في دبكة يهودية تقليدية ولا في طريقهم الي الكنيس، بل كانا متعانقين ويتبادلان قبلة ساخنة، في إشارة بأنهما مثليا جنس، ولكن كونهما مثليين لا يعني أن ينسيا القدس قلب اليهودية النابض، ولهذا جاءت الصور علي خلفية المدينة المقدسة وأهم معالمها وطبعا القبة الذهبية لمسجد الصخرة التي يعتبرونها جبل الهيكل، والحملة هي عبارة عن صرخة.. يا عالم.. يا هو.. تعالوا شوفوا..! نحن الإسرائيليين ليبراليون وديمقراطيون، عندنا شمس وبحر وآثار، وعندنا مكان لهذه المجموعة البشرية التي تحب أن تعشق مثيلها الجنسي!
لا يوجد مجتمع قديم أو جديد خلا ويخلو من هذه الفئة، منذ مدينة لوط الي يومنا هذا!
ففي كل قرية مهما صغرت يوجد واحد أو أكثر ينتمي لهذه الجماعة! وفي قرانا يسمون الواحد منهم ممحون ! وإذا استخف أحدهم بالآخر قال.. ما عاد ناقصنا غير هذا الممحون !
وبهذا تكون الحملة الإسرائيلية للعالم بمفهومنا كعرب أو علي الأٌقل بمفهوم أكثريتنا أن تعالوا انظروا فنحن مماحين !
بغض النظر عن التسمية و(الممحنة) والموقف منها! فإن هذا الإعلان يعكس أمرين، الأول أن فرع السياحة في اسرائيل يعاني مشكلة جدية منذ سنوات، والسياح الذين كانوا يملأون الشواطئ والحافلات ومحطات الباصات في المدن الكبيرة وقارعات الطرق وأسواق المدن التاريخية وفنادقها وكانوا الشغل الشاغل لكثير من الشبان بدأوا يتضاءلون الي أن صرت تشتهي رؤية سائح.. أو سائحة، خصوصا ممن لا يجدن حرجا بالتعري علي الشواطئ!.
وطبعا السبب الأساسي هو الأوضاع الأمنية، فمن هو المجنون الذي يأتي سائحا الي بلاد تتعرض لقصف صاروخي متواصل منها ثلاثة آلاف علي جنوبي إسرائيل خلال سنوات قليلة، واذا كان الروس والأمريكان في حالة توتر بسبب بضعة صواريخ فما بالك بثلاثة آلاف صاروخ سقطت بالفعل! حتي وإن كانت الحصيلة الحقيقية لهذه الآلاف الثلاثة هي عشرة قتلي فقط، وهو ما تحصده اسرائيل في خطأ مدفعي واحد! وهذا يعكس نجاح قاذفي القسام بجعل إسرائيل تعيش حالة غير طبيعية من ناحية، ومن ناحية أخري يعكس نجاح الإعلام الإسرائيلي بتصوير القسام وكأنه توما هوك وكروز! فالصواريخ تتساوي في الأخبار سواء كانت عابرة للقارات أو عابرة (للكارّات..( و(الكارّة) هي العربة التي يجرها حصان أو حمار وحتي بغل قبل أن يجندله رصاص القناصة الإسرائيليين!
كذلك يبدو أن الدعاية العربية والفلسطينية المناهضة لإسرائيل فعلت مفعولها، والدليل إعلان رابطة المحاضرين البريطانيين نيتها مقاطعة إسرائيل بسبب جرائمها تجاه الشعب الفلسطيني! وهذا أقلق المستوي الأكاديمي في اسرائيل، حتي أنهم جندوا وفدا لإقناع الرابطة بالعدول عن قرارها تم تزيينه بطالبة جامعية عربية من حيفا كي تكون وسيلة اقناع عربية أصلية بأن المقاطعة لا تخدم السلام !
تريد وزارة السياحة القول من خلال حملتها ان القدس التي مر علي توحيدها أربعون عاما تنافس أمستردام.. ولا تغرنكم (الكيباه) علي الرأس! ولا السوالف ولا مئات الألوف من المتدينين ذوي اللباس الأسود الذين يذكّر مشهدهم بمدينة قم الإيرانية!
طبعا هذا الإعلان الشبق استفز الأحزاب الدينية اليهودية، فهدد رئيس حزب شاس إيلي يشاي بحجب الثقة عن الحكومة إذا ما استمر الإعلان وتبعه الحزب القومي الديني ثم حزب الوحدة القومية، بينما أعلنت كتلة (ميرتس ـ حقوق المواطن اليسارية) أن لمثليي الجنس حقا في مدينة القدس مثل غيرهم من ذوي الميول الجنسية العادية!
قضية مثليي الجنس من النساء والرجال تشغل المجتمع الإسرائيلي كل بضعة أشهر، لأن هؤلاء يصرون علي التفاخر بمثليتهم من خلال اقامة مسيرة في المدينة المقدسة بالذات وليس في تل ابيب! فيتآخي العرب واليهود من المتدينين في مواجهة (سدوم وعامورة) لمنع مسيرة (الفخر والإعتزاز) والتي يرون فيها واحدة من علامات الساعة الأكثر وضوحا، في المسيرة يخرج كثيرون وكثيرات (من الخزانة) ليعلنوا علي الملأ بأنهم من أتباع الطائفة المثلية ومنهم ابنة رئيس الحكومة أولمرت التي قالت قبل أشهر مشكورة انها لا تتدخل بشؤون والدها، لكنها توقعت من (بابا) أن يدعم حق جماعتها بالتظاهر في القدس! مسيرة المثليين في القدس دعوة للمترددين من هذه الفئة بأن يخرجوا من العمل السرّي الي العلانية، لأن الظروف المحلية والدولية والإقليمية قد نضجت.. فقد مضي علي توحيد المدينة المقدسة أربعون عاما! ولم يعد صوت فيروز عن الغضب الساطع يهز مشاعر أحد، بل انضم بدوره ليكون شعارا من الشعارات الكثيرة التي لا رصيد لها عن التحرير والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس! وأنا متأكد أن كثيرين ما عادوا يطيقون سماع هذه الأغنية .. فلا غضب عند العرب ولا يحزنون إلا عندما يكون لمحاسبة بعضهم البعض.... حتي وكما تقول العامة.. استوطي حيطهم مماحين آخر زمن!
"سهيل كيوان"
(خدمة القدس العربي)

Aucun commentaire:

! مشاريع السلام العربية

! مشاريع السلام العربية

! بعد أربعين عاما من النكبة

! بعد أربعين عاما من النكبة

!"مجلس النواب الأمريكي يهنئ اسرائيل في الذكرى ال40 "لاعادة توحيدالقدس

!"مجلس النواب الأمريكي يهنئ اسرائيل في الذكرى ال40 "لاعادة توحيدالقدس