
"أنيس منصور"
أوروبا تحتفل في هدوء تام بافتتاح نفق بين سويسرا والمانيا وايطاليا. النفق طوله 35 كيلومتر
وتكلف البلايين وبعد 3 سنوات من العمل الصامت الجاد..
عندنا في مصر ما يضحكنا. فعندما نرصف شارعاً طوله كيلومتر واحد يجيء رئيس الوزراء ليفتتحه وتتعطل الحياة من اجل موكب رئيس الوزراء والوزراء. أما اذا أقمنا جسراً فلا بد ان يفتتحه رئيس الجمهورية. بينما في امريكا لم يحدث ان ذهب رئيس الدولة ليرى بنفسه انطلاق سفينة فضاء وعودتها الى القمر او الى المحطة المدارية ـ عجبي!
ومما يضحكنا على انفسنا في مصر والبلاد العربية انه عند افتتاح جسر أو طريق تنطلق لافتات تقول: من اجل مصر، أو دولة عربية اخرى قد اقمنا الجسر وفتحنا الطريق.. ولم يحدث أن كتب الأمريكان أو الروس أنهم من اجل بلادهم ذهبوا الى القمر ـ عجبي!
والذي حدث في سويسرا نموذج للعمل الإبداعي العاقل: لا طبل ولا زمر ولا هتافات. فليس عندهم وقت لكي يجعلوا من أنفسهم أضحوكة الشعوب.. وانما هم قاموا بالواجب. والواجب عند الشعوب الأوروبية يرقى إلى درجة القداسة. فالواجب مقدس. وأداؤه فريضة. ولا مناقشة لما هو واجب فهو واجب الطاعة والنفاذ وفي صمت. ولا يتوقع أحد قد أدى الواجب أن يتلقى شكراً من أحد. ونحن نكذب على أنفسنا عندما نقول: لا شكر على واجب. وهذا ينطبق عليهم وليس علينا. فنحن إذا أدينا الواجب ننتظر المكافأة وعظيم الامتنان. مع أن الذي قمنا به هو الطبيعي الذي يؤديه الاوروبي دون تفكير. فالواجب عندهم في قوة الغريزة وبداهة المعادلات الحسابية!
انظر كيف يحققون الوحدة والإلفة بينهم. هذا النفق بين سويسرا ودول أوروبا
..
(خدمة الشرق الأوسط)

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire