
"أنيس منصور"
سؤال من إذاعة عربية: هل يمكن أن تقول: إن الحضارة العربية ماتت!؟
جواب: لا أقول ماتت، ولكنها مرضت.. أو ظهرت عليها أعراض المرض، ولكن لا حضارة تموت لأن الحضارة هي جهود متضافرة كثيرة طويلة عميقة للإنسانية.. وما دام هناك بشر. فهناك عمل، وما دام عمل: فهناك أمل، والحضارة عمل اليوم وأمل الغد..
سؤال: اذاً لماذا تتحدث كثيراً عن الموت؟
جواب: أنا لا أتحدث عن موتي وإنما عن الموت عموماً.. وطبيعي أن أفعل ذلك فنحن مهددون في حياتنا وفي حاضرنا ومستقبلنا.. فالحروب لم تجف دماؤها والأسلحة تتكدس في كل اتجاه والدول العظمى تتربص والدول الكبرى تبيع السلاح.. أي تبيع أحدث أساليب الدمار.. وانتشار المهدئات والمخدرات معناه: أننا نريد أن نهرب من الواقع الى الخيال والهلوسة والنوم والمرض والموت.. وإذا كنت أتحدث عن الموت فمن الذي يجرؤ ألا يفعل.. إن الموت هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة في حياتنا.. فنحن ولدنا فقراء أو أغنياء.. لكي نموت!! اننا في عصر لم تعد فيه البديهيات الرياضية مؤكدة.. فليس صحيحاً أن 2+2= 4.. أنا عندي عشرون دليلا على أنها لا تساوي ذلك في أماكن كثيرة في الأرض وفي الكون..
سؤال: أين واجب الكاتب والشاعر ورجل الدين والمصلح الاجتماعي.. إنهم يجب أن يملأوا قلوب الناس بالأمل وأن يعدوهم بجنة تجري من تحتها الأنهار.. الله سبحانه وتعالى فعل ذلك..
جواب: ولكن الله سبحانه وتعالى توعد بالنار أيضاً.. ووصف عذابها وويلاتها..
وحتى الكاتب إذا وعد بالأمل، يجب أن يكون هذا الوعد في مواجهة اليأس وفي مواجهة الموت..
ولكن إذا أسرف الناس في التفاؤل وفي الاستخفاف وفي الاستغراق في متع الحياة ورغباتهم المحدودة، يجب ان يقال لهم: إلى أين؟ وأن يضربهم أحد على رؤوسهم لكي يفيقوا..
سؤال: متفائل؟
قلت: أحياناً..
سؤال: متشائم؟
!!قلت: أكثر!!!!

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire